مقال

كيف تعمل الإدارة الاستراتيجية للمرافق على إحداث تحول في مشاريع التطوير بالمملكة العربية السعودية

رؤى من جواد التميمي، مدير استشارات إدارة الممتلكات والمرافق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في جيه إل إل

أبريل 07, 2025

يشهد قطاع العقارات بالمملكة العربية السعودية تحولاً ملحوظاً. ومع تزايد طموح المشاريع من حيث النطاق والحجم، يُنظر الآن إلى الدمج المبكر لإدارة المرافق باعتبارها استراتيجية محورية.

وفي وقتنا الراهن، يستعين معظم مطوري العقارات بشركات استشارية متخصصة في إدارة المرافق في مرحلة مبكرة من مشاريع التطوير الخاصة بهم. ومن خلال دمج مبادئ إدارة المرافق طوال دورة حياة المشروع – بدءاً من وضع المفهوم وحتى التسليم – يسعى المطورون إلى خفض التكاليف على المدى الطويل، ومنح الأولوية للاستدامة، وإنشاء مساحات أكثر مرونة وقابلية للتكييف وتركيزاً على المستخدم. وهذا النهج الاستباقي لا يُعيد تحديد معايير القطاع فحسب، بل إنه يُعزز أيضاً قيمة الأصول العقارية في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية بشكل كبير

التحول إلى الإشراك المبكر لإدارة المرافق

جرت العادة في السابق على تنفيذ أعمال إدارة المرافق في الغالب بعد الانتهاء من أعمال التشييد والبناء، ما يؤدي إلى قصور في الكفاءة التشغيلية وظهور تحديات وعدم توافق بين التصور المتوخى لمشروع التطوير والواقع العملي. ويعمل التحول نحو الإشراك المُبكر لإدارة المرافق، والذي تأثر بشكل كبير بتركيز رؤية المملكة 2030 على البنية التحتية المبتكرة والمستدامة، على مواءمة مشروع التطوير مع الأهداف التشغيلية منذ البداية. ويُعزز هذا النهج الاستباقي كفاءة المشروع وأداءه التشغيلي، ويُمهد الطريق لتحقيق نجاح طويل الأمد، ويُسلّط الضوء على إدراك المطورين المتزايد للقيمة الحاسمة التي يوفرها الإشراك الاستباقي لإدارة المرافق.

هناك ثلاثة عوامل رئيسية تدفع عملية التحول في قطاع العقارات من خلال التكامل المبكر لإدارة المرافق:
 

  1. الأداء الوظيفي والكفاءة التشغيلية: يضمن الإشراك المبكر لإدارة المرافق أن يتم تصميم مشاريع التطوير مع أخذ الاحتياجات التشغيلية بعين الاعتبار، ما يضمن أن تكون الإنشاءات النهائية جذابة بصرياً وقوية من ناحية الأداء الوظيفي.

  2. خفض التكلفة: تعد الاستعانة بالشركات الاستشارية المتخصصة في إدارة المرافق خلال مرحلة التصميم خطوةً استراتيجيةً تُؤتي ثمارها طوال فترة العمر التشغيلي للمبنى. فمن خلال تقييم ومعالجة مشاكل الصيانة أو قابلية الاستخدام المحتملة مبكراً، يُساعد استشاريو إدارة المرافق على تلافي التعديلات المُكلفة في المستقبل، ما يُخفض التكاليف الإجمالية لفترة العمر التشغيلي للمبنى.

  3. التصميم المتمحور حول المستخدم: يدرك مديرو المرافق، من واقع خبرتهم الميدانية، أهمية التصميم المُراعي لتجربة المستخدم. وتعمل رؤاهم على إرشاد المُطورين في تصميم مساحات تُلبي توقعات المستأجرين. وهذا التركيز على رضا المستخدم يُعزز الثقة والولاء، وهو أمرٌ بالغ الأهمية للمطورين الذين يسعون إلى تعزيز حضورهم في السوق.

تعزيز مشاريع التطوير المتمحورة حول الإنسان من خلال المنظور التشغيلي

يعمل تطبيق منظورات تشغيلية في مرحلة مبكرة من مشروع التطوير على تعزيز الكفاءة وخفض التكلفة وتحسين جودة الحياة من خلال بناء مجتمعات نابضة بالحياة وتتميز بالشمول. ومن منظور إدارة المرافق، تُعد الكفاءة التشغيلية وسهولة الصيانة من الاعتبارات الرئيسية في تصميم المساحات العامة حيث ينصب التركيز على ضمان إدارة هذه المساحات بكفاءة من حيث التكلفة مع الالتزام بمعايير الأداء الوظيفي العالية. ويشمل ذلك تقييم مدى سهولة تنظيف المساحات وصيانتها ومراقبتها لضمان سلامتها وجاذبيتها للاستخدام اليومي.

وفي الوقت نفسه، تعمل الإدارة المجتمعية على موائمة هذه المساحات مع احتياجات السكان وأهدافهم المالية، وتُبرر رسوم الخدمات بشكل استراتيجي من خلال مرافق مجتمعية عالية الجودة وسهلة الوصول ومتاحة للجميع. ويضمن هذا النهج أن تُؤدي المساحات العامة الغرض المرجو منها بفعّالية، ما يُعظم القيمة لأفراد المجتمع، ويُعزز مستوى رضا المستخدمين وتفاعلهم بشكل عام.

إعطاء الأولوية لرحلة العميل

تعد رحلة العميل من العوامل المحورية بالغة الأهمية في مشاريع التطوير التي تتمحور حول المجتمع. ومن خلال رسم خريطة لهذه الرحلة، يُحدد مديرو المرافق والمجتمعات شخصيات العملاء ونقاط التواصل معهم، ما يضمن أن يُعزز كل تفاعل مع المجتمع راحة المستخدم ومستوى رضاه. ويفضي هذا التخطيط التفصيلي إلى تجربة سلسة ومميزة لجميع السكان، ما يؤثر بشكل مباشر على مشاركة المجتمع ومستوى رضاه على المدى الطويل.

التنقل المستدام وتحسين قابلية العيش

تُعد القدرة على التنقل جزءً لا يتجزأ من مشاريع التطوير التي تتمحور حول الإنسان. ويضمن الإشراك المبكر لإدارة المرافق تصميم مسارات تحرك شاملة وأحرام طرق تدعم التنقل بالوسائل الصغيرة وإمكانية الوصول الشامل. ويراعي هذا النهج احتياجات المستخدمين المتنوعة، بدءاً من الأطفال الذين يستخدمون السكوترات مروراً بالآباء الذين يستخدمون عربات الأطفال ووصولاً إلى الأفراد الذين يستخدمون وسائل مساعدة على التنقل، ما يُعزز بيئة مجتمعية أكثر ترابطاً ومساواة.

تحقيق الأهداف المجتمعية من خلال التصميم الاستراتيجي والمراجعة

يتطلب تحقيق هذه الأهداف وجود استراتيجية شاملة، تتضمن تخطيطاً مفصلاً وتقييمات دقيقة للتصميم. ومن خلال وضع استراتيجيات تشغيلية واضحة وخطط تنفيذية في مرحلة مبكرة، تعمل هذه العملية على تحقيق المواءمة بين تفاعلات المجتمع والأهداف الشاملة، ما يضمن أن تلبي التصاميم توقعات الأداء الوظيفي وتفاعل المستخدمين، بل وتتجاوزها. وتُسهم هذه المنهجية الاستباقية في خلق مشاريع تطوير تزدهر كمجتمعات ديناميكية وشاملة للجميع وترسي معياراً جديداً في التنمية الحضرية يتماشى مع رؤية 2030.

كيف يسهم قطاع إدارة المرافق في تعزيز الاستدامة والقيمة طويلة الأمد في المجتمعات

يمتد الدور الذي تلعبه إدارة المرافق بما يتجاوز الإدارة التشغيلية المباشرة ليشمل تخطيط التنمية الحضرية طويلة الأجل. فمن خلال دمج الاستدامة على جميع المستويات – البيئية والاقتصادية والاجتماعية – في مرحلة مبكرة من عملية التخطيط، تضمن إدارة المرافق تكيف المشاريع مع التحديات الحضرية المستقبلية. كما أنها تُعطي الأولوية للأداء الوظيفي والجدوى الاقتصادية لهذه المشاريع على المدى الطويل، من خلال تصميم أنظمة تضمن الكفاءة التشغيلية على المدى الطويل وإدارة التكاليف بشكل استباقي. ومن خلال الاستعداد لتحقيق الكفاءة التشغيلية منذ البداية، تُعزز إدارة المرافق مشاريع التطوير التي توفر قيمة مستدامة، ما يحسن في نهاية المطاف الصحة العامة للبيئات الحضرية وقدرتها على الاستمرار والبقاء.

الاستنتاجات المستخلصة

يُحدث الدمج الاستراتيجي لإدارة المرافق تغييراً جذرياً في قطاع العقارات بالمملكة العربية السعودية. فمن خلال إعطاء الأولوية للإشراك المبكر لإدارة المرافق، يُمكن للمطورين خفض التكاليف، وتعزيز مستوى الأداء، وإنشاء مساحات تتمحور حول المستخدم، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030. ويضمن هذا النهج الاستباقي تصميم المشاريع مع مراعاة الكفاءة التشغيلية على المدى الطويل والمشاركة المجتمعية، ما يضع معايير جديدة للتنمية الحضرية في المملكة.

يقدم قسم استشارات إدارة المرافق في جيه إل إل لأصحاب العقارات نهجاً استراتيجياً شاملاً لتحسين عمليات إدارة المرافق عبر جميع أصولهم. وتغطي خبرتنا دورة حياة العقارات بأكملها، بدءاً من التخطيط والتصميم الأولي، مروراً بالبناء والتسليم، ووصولاً إلى عمليات التشغيل والصيانة المستمرة. كما أننا نحدد بدقة جوانب التحسين في كل مرحلة، لضمان تحقيق أقصى قدر من الكفاءة والقيمة. وفي حين تتوفر خدماتنا بجميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلا أننا نركز بشكل خاص على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، حيث نقدم حلولاً مصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات الفريدة لهذين السوقين الحيويين.

هل تبحث عن المزيد من الرؤى؟ لا تفوّت أي تحديث

آخر الأخبار والرؤى والفرص من أسواق العقارات التجارية العالمية مباشرة إلى صندوق البريد الوارد الخاص بك