كيف تسهم المدارس المتميزة في نجاح مشاريع التطوير السكنية
رؤى من ديفانجالي دوت، مدير الاستشارات الاستراتيجية، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جيه إل إل
للمدارس المتميزة تأثير كبير في نجاح مشاريع التطوير السكنية وجاذبيتها للمشترين، ويبرز هذا التأثير بداية من زيادة الطلب وتسريع البيع وحتى توفير المرافق المناسبة والاستثمارات المستقرة.
وتشير الأبحاث إلى وجود ارتباط وثيق بين مستوى رفاهية الأحياء السكنية وأداء المدارس الموجودة فيها، حيث تظهر الدراسات باستمرار أن وجود مدارس متميزة يؤدي إلى بناء مجتمعات مزدهرة، بينما قد يحمل الأداء الضعيف للمدارس أثراً ضاراً على المجتمعات. وكشف استطلاع رأي أن 53% من مشتري المنازل ممن لديهم أطفال في عمر الدراسة يولون جودة المدارس الأولوية عند اختيارهم لمنزلهم الجديد. ويؤدي هذا الطلب المرتفع على المدارس المتميزة إلى ارتفاع قيمة العقارات في هذه المناطق مما يجذب الاستثمار ويخلق دورة استثمار إيجابية، وبالتالي تلعب المدارس المتميزة في الأحياء دوراً محورياً في تعزيز المساواة وترسيخ الشعور بالانتماء لمجتمع سكني راقٍ وتقديم مجموعة من المزايا التعليمية، وهذا ما يجعلها مفيدة بالنسبة للمطورين ومشتري المنازل على حد سواء.
الفوائد التي تعود على المطورين
لا شك أن المدارس هي "قلب" المجتمعات السكنية ومحاورها المركزية. فعند التخطيط لمشروع تطوير جديد، يتعين على المطورين تقييم مدى توفر التعليم الجيد في المنطقة وتخصيص الاعتمادات لذلك، إن لزم الأمر. ووفقاً لأفضل الممارسات العالمية، فعندما تدعو الحاجة إلى وجود مدرسة في المشروع، فلابد لهذه المدرسة أن تكون كبيرة بما يكفي لاستيعاب الطلب المتوقع الذي سينشأ عن المشروع.
ويحقق وجود مدرسة جيدة داخل مشروع التطوير عدة فوائد للمطورين. وفيما يلي بعض الأسباب التي تفسر ضرورة نظر المطورين في إضافة المدارس إلى مشروعاتهم السكنية:
عنصر جذب أساسي للعائلات: يكتسب وجود مدرسة جيدة أهمية متزايدة بين مشتري المنازل، حيث تظهر الاستطلاعات التي تجرى بمشاركة الوكلاء العقاريين أن اعتبارات وجود المدارس تفوق في كثير من الأحيان في أهميتها غيرها من المرافق ووسائل الراحة، مثل عدد غرف النوم أو حمامات السباحة.
عنصر ترويجي متفرد: يمكن لوجود مدرسة متميزة داخل مشروع سكني أن تميزه عن منافسيه، حيث تنجذب الأسر التي لديها أطفال صغار إلى عنصر الراحة المتمثل في وجود مدرسة بالقرب من المنزل، لا سيما في حالة عمل الأبوين. ومن هذا المنطلق ينبغي أن يستغل المخططون العمرانيون المدارس كركائز وعناصر جذب رئيسية في مخططات تطوير الأحياء مع إبراز إمكانات التطوير المستقبلية بالقرب منها.
سرعة البيع: يزيد وجود المدارس مرتفعة الأداء من الإقبال على شراء المنازل، حيث تظهر الدراسات أن خُمس مشتري المنازل يبدون استعدادهم لدفع زيادة في السعر (ضمن نطاق يتراوح بين 6 إلى 10%) مقابل الحصول على سكن قرب مدرستهم المفضلة. وتتمتع المنازل الواقعة قرب المدارس المتقدمة في التصنيف بزيادة الإقبال عليها، حيث يزيد عدد مرات معاينتها ومعدل سرعة بيعها عن متوسط العقارات في السوق.
مرافق مجتمعية مشتركة: توفر الكثير من المدارس مرافق، مثل الملاعب الرياضية والقاعات، لخدمة أفراد المجتمع المحلي بشكل عام بعد انتهاء ساعات الدراسة، ما يوفر للسكان إمكانية الوصول إلى وسائل راحة إضافية على بعد خطوات من منزلهم.
الفوائد التي تعود على المشترين
للإقامة داخل منطقة بها مدارس فوائد متعددة بالنسبة لمشتري المنازل، بغض النظر عن وجود أطفال لديهم من عدمه، حيث يلعب التعليم دوراً محورياً في اتخاذ المشتري لقراره، وتؤثر فرصة الالتحاق بمدرسة جيدة تأثيراً كبيراً على الإقبال على العقار السكني وقيمته على المدى الطويل. وتشمل الفوائد التي تعود على المشترين ما يلي:
الراحة: القرب من مدرسة جيدة يوفر الراحة لأولياء الأمور والأبناء على حد سواء، إذ أن انخفاض الوقت المستغرق في الذهاب إلى المدرسة والعودة منها يسمح للأطفال بالمشاركة في أنشطة أخرى بعد ساعات المدرسة، ويوفر على أولياء الأمور بعض الوقت الضائع في الانتقالات اليومية.
استثمار آمن: تتميز المنازل الموجودة في مناطق بها مدارس مرتفعة الأداء بأنها أكثر صموداً أمام تذبذبات السوق؛ حيث أظهرت الدراسات أن العقارات في هذه المناطق تحافظ على قيمتها خلال أوقات التراجع الاقتصادي، في الوقت الذي يمكن أن تعاني فيه العقارات الموجودة بالقرب من مدارس ضعيفة الأداء من انخفاض كبير في قيمتها. وإضافة إلى ذلك، ترتفع احتمالات العثور على مستأجرين لفترات إيجارية طويلة، فقد يكون اختيار الأبوين للموقع مبنياً بالأساس على وجود مدرسة.
ارتفاع فرص زيادة رأس المال: عادة ما تجتذب العقارات الواقعة بالقرب من مدارس جيدة مجموعة أكبر من المشترين عند طرحها في الأسواق، ما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار المعروضة نظراً للطلب على التعليم الجيد.
إمكانية التأجير لفترات طويلة: تأجير عقار قريب من مدرسة يؤدي في الغالب إلى زيادة مدد الإيجار حيث تفضل الأسر الإقامة في المنطقة لتعليم أبنائها. ويخفض هذا الاستقرار من احتمال شغور الوحدات وقد يسمح لملاك العقارات بتقاضي إيجارات أعلى نظراً لموقعها المرغوب.
اختيار المشغل المناسب لتحقيق النجاح
اختيار المشغل المناسب أمر ضروري لتأسيس مدارس جيدة داخل المجمعات السكنية. وينبغي أن يثبت المشغلون امتلاكهم لاستراتيجيات فعالة لإدارة التكلفة وشبكة مبيعات وتسويق متطورة بالإضافة إلى احترافيتهم في جهود تطوير الباقات وتسويقها. ويعد المشغلون الذين لديهم سجل حافل بالإنجازات في مجال الإدارة من العناصر القيمة للمشروع التي تعزز استمرارية الاستثمار وربحيته على المدى الطويل.
ويمثل التعاون بين الملاك والمشغلين عنصراً جوهرياً من عناصر الإدارة الناجحة. ومن هذا المنطلق، يفضل المستثمرون الاتفاقيات التي تسمح بمشاركة المالك في مجالات مثل إعداد الميزانية والإنفاق وتعيين العمالة على غيرها من الاتفاقيات. وقد يكون لجودة أداء المشغل وسمعته التجارية أثر كبير على قرارات المستثمر، حيث يغرس وجود مشغلين معروفين وذوي سمعة معتبرة الثقة والطمأنينة في قلوب المستثمرين ومستشاري الاستثمار المحتملين.
هذا بالإضافة إلى أهمية وجود آلية شفافة لتشجيع المنافسة بين المشغلين الذين يتم انتقاؤهم بما يسمح للملاك بتأمين أفضل الشروط لإدارة مرفقهم التعليمي.
وفي الختام، يتبين مما سبق أن المدارس المتميزة تلعب دوراً محورياً في دفع نجاح مشاريع التطوير السكنية. فهي تسهم، إلى جانب جذب المشترين وزيادة قيمة العقار، في الرفاهية العامة والشعور بالانتماء لمجتمع سكني راقٍ، لكن من المهم أن يختار المطورون المشغل المناسب لضمان استمرارية المرفق التعليمي وربحيته على المدى الطويل.
فلنتكاتف معاً لتأمين مستقبل أكثر إشراقاً لمؤسساتكم والمجتمع الذي تخدمونه.