مقال

ثلاث طرق لترسيخ الشعور بالهدف والغاية

JLL نقطة أفضلية هو المكان الذي يمكنك العثور على الأخبار والأفكار ووجهات النظر حول العقارات على ومن منطقة الشرق الأوسط

يناير 29, 2018
ثلاث طرق لترسيخ الشعور بالهدف والغاية في بيئة العمل

تخيل بيئة عمل يشعر الجميع فيها بالإخلاص والولاء ليس فقط تجاه عملهم، وإنما تجاه زملائهم وتجاه ثقافة الشركة وأهدافها. ولك أن تتخيل أيضاً قدر إبداع وإنتاجية أفراد هذا الفريق.

إن ما سبق ليس حلماً بعيد المنال، بل واقعاً يمكن لجميع الشركات والمؤسسات تحقيقه وتوفير هذا النوع من بيئة العمل المحفزة للأداء العالي من خلال التركيز على العوامل التي تضمن أعلى معدلات مشاركة الموظفين. ويتمثل أحد هذه العناصر الأساسية في شعور الموظفين بالغاية من عملهم. وعن هذا الموضوع، يقول البروفيسور بول دولان، من كلية لندن للاقتصاد في كتابه “السعادة في التصميم” أن هناك عنصرين أساسيين لتحقيق السعادة في كل يوم. ويتعلق العنصر الأول بالمتعة، بينما يدور الثاني حول الشعور بالغاية والغرض. ومن القواعد الثابتة أنه عندما يشعر المرء بالسعادة، يصبح أقرب للشعور بالرضا والرغبة في العطاء.

وجرت العادة أن ينصب تركيزنا في جيه أل أل على الجانب المادي من أماكن ومكاتب العمل، ولكن الدراسة العالمية الجديدة التي أعدتها ونشرتها الشركة تحت عنوان “بيئة العمل: التمكين من خلال التجارب الإنسانية” تُظهر أننا نتطرق في عملنا أيضاً إلى القضايا العامة غير المرتبطة بالبنية المادية. وتكشف هذه الدراسة كيف يُمكن للعقارات أن تساعد الموظفين على استشعار الغاية في العمل. و يركز هذا المقال على ثلاثة عوامل.

التصميم وتعزيز الإنتاجية

تتمثل إحدى الطرق، وإن كانت غريبة عن المعتاد إلى حد ما، في الابتعاد عن تصميم أماكن العمل على نحو عملي محض. فمن الطبيعي أن يشعر الإنسان بمزيد من الرضا متى كان يعمل لتحقيق هدف أو غاية سامية مقارنةً بالعمل في نطاق محدود. فإذا قمنا بتصميم غرفة الاجتماعات، على سبيل المثال، على نحو يشبه من حيث القسوة والطابع الصارم زنزانة السجن، سوف يحد هذا التصميم من مستويات الإبداع والتواصل. ولكن إذا كان التصميم يراعي المساحات المطلوبة ويعكس لمسة من الجمال والتحفيز، فمن المنتظر أن يؤدي هذا إلى زيادة فاعلية وإنتاجية الاجتماعات التي تتم في هذه الغرفة.

الانتباه للتفاصيل

الطريقة الثانية هي التوجه دائماً نحو الجودة العالية سوءاً في المواد والخامات المستخدمة والإضاءة وما شابه أو في جوانب التصميم. فعلى سبيل المثال، تعكس المقاعد رخيصة الثمن فكرة انخفاض قيمة الأفراد الذين يجلسون على هذه المقاعد. وفضلاً عما سبق، يؤدي ضعف جودة أجهزة التكييف والأثاث غير المريح إلى تشتيت انتباه الموظفين عن الدور الرئيسي المطلوب منهم. وعن هذا يقول البروفيسور بول، وهو متخصص في علم السلوك: “سوف تصل إلى أقصى درجات السعادة عندما تركز انتباهك على أفضل نحو ممكن”.

التجسيد الواقعي للشعارات والعلامات التجارية

أما الطريقة الثالثة فهي أن تستغل الشعارات والعلامات التجارية للشركة في تجسيد وتوضيح القيم المؤسسية لشركتك والرسالة التي تسعى الشركة لتحقيقها في بيئة العمل. ويساعد هذا الموظفين في التركيز على الهدف النهائي. ولنأخذ جيه أل أل كمثال، فقد قمنا هذا العام بتطوير العلامة التجارية للشركة واستغلال العلامات والرموز الجديدة في توصيل رسالة لموظفينا مفادها أننا نتواصل الآن على نحو أكثر دقة، على نحو يركز أكثر على الجانب الفني، إذ أن استخدامنا للقماش ونمط التصميم وبعض الصور المعينة واللون الأحمر المتواجد في جميع جوانب تصميم مكاتبنا يعكس على نحو مجازي هدفنا المشترك والمتمثل في التواصل مع الآخرين على نحو تعاوني وإنساني.

وفي إطار بحثنا والذي استند إلى استبيان للآراء شارك فيه ما يزيد عن 7000 موظف من مختلف أنحاء العالم، سمعنا آراء شركة ويرلبول، وهي أكبر شركة لتصنيع الأجهزة المنزلية في العالم. وقد أخبرونا عن كيفية نجاحهم في تجسيد تصميم المنتجات عن طريق جعلها جزءاً من بيئة العمل. فعلى سبيل المثال، أصبحت بعض المصابيح تعكس تصميم غسالات الملابس التي تنتجها الشركة. وفي هذا الشأن، يقول السيد لي أوتيك، مدير العقارات المؤسسية العالمي للشركة: “تعتبر مقراتنا ومكاتبنا جزءاً مهماً من كيفية تعاطي موظفي ويرلبول مع العلامة التجارية للشركة وكيفية مساهمة بيئة العمل في إلهام الموظفين من أجل أداء مهام عملهم”.

ويمكن ترسيخ الشعور بالغاية من خلال إشعار الموظفين بأن رأيهم مهم ومسموع. وقد حققت جامعة ستانفورد هذا المفهوم من خلال تنفيذها لتصميم يشبه المسرح وله درج بحيث يكون مكاناً يُمكن لجميع الموظفين فيه مناقشة مختلف الأمور والقضايا. ومما لا شك فيه أن توفير منبر للموظفين يمكنهم من خلاله التعبير عن رأيهم واحدة من الطرق التي تعبر من خلالها الشركة أو المؤسسة عن أهمية آراء وأفكار موظفيها.

ومن المعلوم أن التواصل الحقيقي النابع من القلب مع الآخرين مطلب أساسي لكل موظف. وتؤكد دراستنا أن 90% من الموظفين يرغبون في التعلم من زملائهم والاستفادة منهم ونقل خبراتهم إليهم.

ويتولد الشعور بالغاية، في معناه العريض، أيضاً من قضاء بعض الوقت مع الأشخاص الذين نحترمهم وننظر إليهم بإجلال والذين نشترك معهم في نفس القيم، فهذا يسمح لنا بتدعيم مواقف وآراء بعضنا البعض ويزيد من قدرتنا على الإبداع نتيجة تواصلنا بمزيد من الفاعلية. وتضمين كل هذه القيم في تصميم بيئة العمل يرسل رسالة واحدة للأفراد الذين يتشاركون نفس العقلية أن هذه الشركة أو المؤسسة هي المكان الأنسب الذي تزدهر فيه قدراتهم.

هل ترغب في معرفة المزيد؟ تواصل مع الفريق